علمـتني بأنّ لكلِ معصيةٍ - مهما صغـرت - أثراً سيئاً على
فاعلها وحياته ، وقد تدمر حياته إنّ كانت المعصية كبيـرةً من الكبائر
.
و أذكـر قصةً - عايشتها والله يشهد على ذلك -
:
قبل 12 سنة تقريباً ، كان أحد الأقارب شديد الجرأة على الدين .. و لسانه
يفري في سب وشتم الدين ، وقد يصل بهِ الحال إلى شتم الله - سبحانه وتعالى - وقد
سمعته بإذني ووالدته تنصحه وتحذره - وهي تبكي - وهو لا يتوقف عن السب واللعن و
الطعن في الدين ..
وبعد 12 سنة - تقريباً - بدأت تظهر من هذا الرجل تصرفات
غريبة لا يفعلها عاق، مثلاً .. يأخذ الجوال - وهو مغلق - و يتخيل أنه يكلم أصحابه
القدماء ويتحدث عن معاصيهم السابقة وهي قبـيحة جداً.
سمتعه يقول وهو يتخيل أنه
يكلم أحد رفاقه: " فلان: تذكر يا ( حلو ) لما كنا في وفعلنا ( ### ) وتذكر كيف (
###) و .. و .. و .. و إلخ
ويسـرد كل معاصية ومخازيه
أمام الكبير والصغير "
سبحان الله ..و كـأن
الجبار المنتقم- سبحانه وتعالى - فضح هذا الشخص بلسانه الذي كان يسب به دين الله
.
تمرُ الأيام والليالي .. وحالةُ صاحبنا في إنحطاطٍ مستمر.. إلى أن وصل
إلى حالةٍ صار وجوده في البيت يمثلُ خطراً على أهله ! فقد صار يهجم على أي شخص
ويضربه بكل قوته بدون مقدمات وبلا سبب !
أتـعلمون أين هو الآن ..
!؟
إنـه في مستشفى شهار ( مستشفى للمجانين ) يعيشُ حياته في غرفةٍ صـغيرة
.. منعزلاً عن العالم وعن الحياة .. لا يهتم به أحد و لا يلتفت له أحد ، يقضي يومه
في الصراخ و في الحديث مع الجدران !!
هذا الموقف من أشـد
المواقف التي أثرت في ، رأيتـه و أنا صغير يسب الدين ويشتم الله - جل شأنه وتعالى
عما يقول الظالمون - و قد كنت أتوقع أن تخسف به الأرض لشناعةِ كلامه، لكن ذلك لم
يحصل ! لأن الرحمن أمهله .
ثم رأيـته بعد 12 سنة
مجنوناً فاقداً لعقله .. في حالةٍ لو شاهده فيها أشد أعدائه لبكى عليه
.
وصدق الله القائل { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ
وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
}